السعر | 3.00 BHD | |
السنة | 2022 | |
اللغة | عربي |
رهينة الألم
يا لكِ يا أمي
حتى تحت التراب
تحترفين عنف الحب كأنكِ قلب الجنة
مَنْ غيرها
امرأة وهبت جنون الحياة ملاذاً رحيماً
أباح لخلوة الرحم دفئاً يستنهض طفولة عمياء
لتتقد ببراعم تتعالى كسنابل تلهج بحرية الريح
كالوردة أنهت عمراً قليلاً وقتيلاً
لم تأسف لرواحه ولا لغلبة الشوك فيه
لكنها راحت كل غصن تتورد بحمرة الشفق
لتغدق نهر الحنان كقلب وفيّ وعتيّ في آن
شمعة لم تأبه لظلام يطغى ولا لعنف يحتد
بل تتأهب لمعترك يقدح جمر الأضلاع
كل حضن يشعل بئر الحب
ولا يرى غيرَ ماء التراب
هكذا كانت موزةُ تداري هجمةَ الألم
بعتيد بكاء يسحل منحدر الوجنات
يبلل هيبة المهد
كل طفل يحبو، كل يانع يغترف شهقة الهواء
كثمرة تتدله بعطف الشجرة ولا ترى سقطة المستقبل
امرأة كالياسمين تنهل من جنة الرحم رفيف الأمل
لا تنسى حيرة الماضي لا تراهن على عطب اليأس
كغيمة تتأهل لقصف الرعد
لتغدق بعطايا العذوبة حاضراً يجف على مهل
وحدها من سواها:
حديقة تتسع لتلغي يباس السور
لهب لا يتأخر عن رعب الرماد
ملاك خفيف يحتمل بسالة السماء
بجناحي عصفور تلملم زغبَ الروح لتغمر ذعر الأجنة
وموزة تضم في رهاوة الدم طفولة تتخلق
لم تتعب من ليال تهلُّ مثقلةً بأنين الدمع
من وقت يمضي مشحوناً برماح لا تتأخر
منذ أول العمر
ومساءً يراها مدلاة للشنق
لم تيأس من قسوة أضاءت تاريخها
أبداً، بل تداعت حتى آخر القبر:
يانعة كصبية ذات دلال لا ينتهي
مزدهاة بعينين في سعة الأفق
محفوفة بشعر للفحم غزيراً كفيلاً بكسر الكتف
لها بسمةٌ لا تضاهى أقلها ضحكة البحر
بياض يلغي غرور الثلج
جبهة تتعالى كقمة لا تدرك كيف يراها السفح
امرأة للورد لا بفداحة العطر
بل بنداوة تلهب الأرض بصراحة المطر
من غير المطر رفيق نهارها الأخير
ذاك العارف حال الذبيحة كل غيم للغدر
منه استل جنون الرعد خنجر البرق
لتنهال السماء
قطرة.. قطرة حتى آخر الماء
لتدرك - وحدها - أول الموت
كانت ولم تزل
ترتمي لبيت مأهول
بغرف تتعدد وأسقف تتصاعد
جدران تتعالى وباب واحد موصد على الدوام
محاطة بتسعة أجنة ترتعش حال الريش
أطفال يتدافعون لغمر الحضن
لامرأة مزدهاة بقلب لا يندم
برحم واحد يستبسل
وسيد واحد يستبد
هكذا، كالحياة
مترعة بالخلق تنهض كل نهار
سيدة الحكمة، راعية العصافير
رهينة الألم، كسيرة الكوابيس
واهية القلب، واهبة المسرات
مليكة العطايا، ملاك اليد
ملهاة تستدير لترى الجحيم خلف مرآتها
يسأل جسدها الصريع: من غيركِ
قبل الموت بقليل
كانت توصي رحى المستقبل
لئلا تعتذر مبكراً من هلكة الألم
كشجرة تحاول الحياة لتحتمل غدر الأرض
بجذور صعبة وأوراق تتساقط كل خريف ينقضُّ
كانت توصي الدم النازف من جناز القلب
المكتظ بذات الحسرة وجموح الرئة الخجلى منها
هواء قليل لم يشفق على شهقة أصعب من رعدة الموت
شهقة دامية بها أردت شفقة الحياة
فوزية محمد السندي هي شاعرة وكاتبة ومعلم الطاقة الإيجابية، مؤسس ومديرة مركز البحرين للطاقة الإيجابية. عضو في أسرة الأدباء والكتاب، وساهمت في هيئة تحرير مجلة كلمات، هيئة تحرير مجلة البحرين الثقافية
الإصدارات الشعرية: استفاقات، هل أرى ما حولي هل أصف ما حدث، حنجرة الغائب، آخر المهب، ملاذ الروح، رهينة الألم، أسمى الأحوال، تلك التي أحبها
فاز كتاب رهينة الألم بالجائزة الأولى للشعر عام 2006 في مسابقة الكتاب المتميز - مملكة البحرين
الترجمة: تمت ترجمة أعمالها الشعرية إلى اللغة الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية ،الإسبانية والإيطالية ضمن العديد من المختارات الشعرية وشاركت في العديد من المهرجانات الشعرية العربية والعالمية.
الموقع الأدبي
www.fawzeya-alsendi.com
الإنستغرام الأدبي
@fawzeyaalsendi2
الكتب الإلكترونية متوفرة في مكتبة الموقع بصيغتين، الأولى هي .epub وهي الصيغة التي تستخدم لحفظ وقراءة الكتب الإلكترونية والتي تدعمها برامج قراءة الكتب في جميع الأجهزة المحمولة، وأيضاً متوفرة في صيغة .pdf لتوفير خيارات أكثر للقراءة. بعد شراؤك الكتاب ستجده متوفراً للتحميل في حسابك الخاص في قسم الكتب في قائمة التشغيل.